اكون او لا اكون تلك هي المسأله.............

.." أكون أو لا أكون .. تلكم هي المسألة " ..



هكذا قال (شكسبير) على لسان (هاملت) .. ونعم .. إن هذه النظرية يتخذها الكثرون بالفعل ..
في الواقع .. يتخذها الناجحون منهم ..
فـ(كوني) موجود في هذا العالم ..
و(كوني) أشغل حيزاً في صفحات تاريخه العديدة ..
يعني أنني يجب حقاً أن (أكون) ..
يجب أن يكون الحيز الذي أشغله مملوءاً بحق لا ادعاء ..
يجب أن يكون مكاني بين صفحات التاريخ بارزاً واضحاً جلياً ..بل محفوراً بماء الذهب إن أمكن ..


أنا في صراع في هذه الدنيا..


ونتيجة الصراع المحتومة هي أن أثبت ذاتي وأفرض احترام الناس لي .. أو أن أقبع في هوامش الحياة ولا أنال أكثر من احتقار الناس ..


نتيجة الصراع هي أن أكون ناجحا في مجال عملي .. بل مكتسحاً للساحة .. أو أن أجلس في ركن المكان أفكر في اضافة لهذا المجال فلا أجد الا عقلي المكدود الفارغ .. ونظرات السخرية من قرنائي ..


نتيجة الصراع هي أن يشير أقربائي بأيديهم نحوي في اعجاب ..وأعينهم تنطق بالانبهار من نجاحي وروعتي .. أو أن يشيروا بأيديهم لكن في احتقار أو سخرية أو .. لامبالاة..


نتيجة الصراع هي أن يشير أقربائي بأيديهم نحوي في اعجاب ..وأعينهم تنطق بالانبهار من نجاحي وروعتي .. أو أن يشيروا بأيديهم لكن في احتقار أو سخرية أو .. لامبالاة..


نتيجة الصراع هي أن أكون .. أو لا أكون ..


حسن .. انها نظرية شائقة بلاشك .. وقد تحقق نجاح من يتخذها .. قد تجعله حقاً (شيئا ما) ..
لكن يعيبها ..أنها قصيرة المدى .. قصيرة المدى الى حد مؤسف .. حتى وان تجاوز عمر المرء المائة ..تبقى قصيرة المدى لأنها تنتهي بموت هذا الشخص ..


ويعيبها أيضاً ..أنها تدل على أنانية لا حدود لها ..


انتم تعرفون .. انها تلك العبارة الخالدة( عش لنفسك تحيا قليلا .. عش لغيرك .. لن تموت أبدا ) ..


حقاً .. من المؤسي أن أبذل كل هذا الجهد خلال سنوات عمري الطويلة أو القصيرة ..
وأن أواصل الليل بالنهار ..
وأن أعمل وأعمل وأعمل ..
ثم ينتهي كل هذا بانتهاء نبضات قلبي ..


أنا أريد أن (أكون) .. كلنا يريد أن (يكون) ..لكن لي حلماً أكثر شفافية وعلوا من هذا ..
لا أريد أن أكون لكي .. أكون ..
بل أريد أن أكون .. لتكون أمتي ..لتكون بلادي .. ليكون ديني ..


نعم أنا سأعمل كثيراً جداً .. وسأجتهد كثيراً جداً .. سأبذل جهدي أو أكثر .. وكل هذا لهدف أسمى هو أن أكون جزءاً من نجاح الأمة ..


تخيلوا معي هذا ..


ما أجمل أن أكون سببا في انتصار الأمة الذي سيأتي بلاشك .. كماقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..أنا أعلم ان أمتي ستنتصر وستسمو .. فلم لا أصبح اضافة بارزة لهذا السمو ..


ما أجمل أن أكون سببا في علو بلادي فوق الأمم ..أن أراها تعلو وتعلو وتتقدم وتتطور .. وأكون أنا سبباً في هذا..


ما أجمل أن أكون سببا في عودة اللغة العربية لتصبح اللغة العالمية الأولى .. وأمشي في طرقات العالم لأراه يتكلم بالعربية ..


حينها أعرف .. أنا صنعت هذا بفضل من ربي .. أنا كنت سببا .. ونجحت .. حقا نجحت .


إن أعظم أنواع الاصطفاء الذي يعطيك اياه الله ... أن تكون خادماً له .. ولدينه .. وأن يأتي من وراء تواجدك في هذا العالم عزة لأمة نبيه ..
ولعمري انه لشرف عظيم .. أن أمنح هذا الاصطفاء ..
شرف يستحق فعلاً أن أواصل يومي بليلتي ..
عل المطاف ينتهي بأن تكون الأمة .. لكوني ..