محاسبه النفس نوعان اماالاول فهويقف عنداول همته وارادته ولايبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه . قال الحسن :رحم الله عبدا وقف عند همه فان كان لله مضي ، وان كان لغيره تاخر . وشرح هذا بعضهم فقال : اذاتحولت النفس لعمل من الاعمال وهم به العبدوقف اولا ونظر هل ذلك العمل مقدور له او غير مقدورله ولامستطاع فان لم يكن مقدورا لم يقدم عليه ، وان كان مقدورا وقف وقفه اخرى ونظرهل فعله خير له من تركه اوتركه خيرله من فعله فان كان الثاني تركه ولم يقدم عليه وان كان الاول وقف وقفه ثالثه ونظرهل الباعث عليه اراده وجه الله وثوابه ام اراده الجاه والثناء والمال من المخلووق ، فان كان الثاني لم يقدم عليه وان افضى الى مطلوبه لئلاتعتاد النفس الشرك ويخف عليها العمل لغيرالله ، فبقدرما يخف عليهاذلك يثقل عليها العمل لله حتى يصير اثقل شئ عليها وان كان الاول وقف وقفه اخرى ونظرهل هومعان عليه وله اعوان يساعدونه وينصرونه اذاكان العمل محتاجا الى ذلك ام لا.فان لم يكن له اعوان امسك عنه كما امسك النبي "صلى الله عليه وسلم" عن الجاهدبمكه حتى صار له شوكه وانصار ، وان وجده معانا فليقدم عليه فانه منصور ، ولايفوت النجاح الا من فوات خصله من هذه الخصال والا فمع اجتماعها لا يفوته النجاح . فهذه اربع مقامات يحتاج الى محاسبه نفسه عليها قبل الفعل ، فما كلما يريد العبد فعله يكون مقدورا عليه ولا كلما يكون مقدورا عليه يكون فعله خيرا له من تركه، ولاكلما يكون فعله خيرا من تركه يفعله لله ولاكل مايفعله لله يكون معانا عليه ، فاذا حاسب نفسه على ذلك تبين له مايقدم عليه وما يحجم عنه .............
اما النوع الثاني محاسبه النفس بعد العمل وهوثلاثه انواع ......احدهما محاسبتها على طاعه قصرت فيها من حق الله فلم توقعا على الوجه الذي ينبغي ، وحق الله في الطاعات بمراعاة سته امور تقدمت ، وهي الاخلاص في العمل والنصيحه لله فيه ومتابعه الرسول "صلى الله عليه وسلم " فيه وشهود مشهد الاحسان فيه وشهود منه الله عليه فيه وشهود تقصيره فيه ، بعد ذلك كله فيحاسب نفسه هل وفى هذه المقامات حقها وهل اتي بها في هذه الطاعه ؟ . الثاني :ان يحاسب نفسه على عمل كان تركه خيرا له من فعله ، الثالث: ان يحاسب نفسه على امر مباح او معتاد لو فعله؟ وهل اراد به الله والدار الاخره فيكون رابحا فيه او اراد به الدنيا وعاجلها فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفربه