the small boody Admin
عدد الرسائل : 276 العمر : 31 اين تعيش؟ : In My mind With my AllaH العمل/الترفيه : طالب على ما ربنا يفرجها الحالة النفسية : كويس {طول ما أنا معاكو على المنتدى} تاريخ التسجيل : 01/09/2008
| موضوع: صحن الوطن .. ديوان لا يقرأ مرة واحدة الخميس سبتمبر 11, 2008 1:12 am | |
| صلوات ملحد..!! هي ست صلوات، في ست مجموعات شعرية، صورت حالة من النزاع والصراع الداخلي بين المصلي "الملحد"!! وبين نفسه، يدور هذا الصراع الداخلي نتيجة الازدواجية أو الانفصال بين الواقع المرير والكارثي المتمثل في ضياع الوطن والأعراض والكرامة من ناحية، وبين ما يمارسه هذا المصلي من طقوس ظاهرية يقنع نفسه بأدائها أنه يؤدي ما عليه فرائض وكفى. يقول في الصلاة الأولى: أمسكت مسبحة كانت بكف أبي | تمتد في الطول من "وهران" "لليمنِ" | أسـبح الله والشـيطان يملكني | أكرر الورد في صحو وفي وسن! | وبعد إنهـاء ورد لسـت أفهمه | صليت لحنًا على قيثارة الوطـن! | ويقول في الصلاة الثانية وهو يلح على نفس المعنى: أمارس الكفر أشكالاً من الحرف | وأنحت الدين آيات على الخزف | فهل ينفع الدين صاحبه إذا كان منحوتًا على الخزف بينما يعيش صاحبه حياته كلها أشكالاً من الكفر؟! ويؤكد هذا المعنى في "الصلاة الثالثة" حيث يقول: أنى سجدنا نرى من فوقنا صنما | ونذكر الله في أحضان راقصة! | ويجلو في "الصلاة الرابعة" سببًا جوهريًّا فيما آل إليه هذا الحال، يقول: أغلقت من سطوة السلطان صومعتي | أنا المشرد بين الروح والحس! | ونتيجة لـ"سطوة السلطان" وكبته لشعبه لم يصمد عند الشدائد والمعارك والمحن فانهار كل شيء: ما ثبَّت الله جيشي حين معركتي | وليس لي دونه والله من بأس! | وفي "الصلاة الخامسة" يشخص حالة الشك، أو التشكيك والقدح في الهوية والتراث والحضارة، وذلك في حوار ساخر بين هذا "الملحد" وبين نفسه، وكانت خلاصة الحوار أن التراث الحضاري الذي ورثه هذا المصلي عن أجداده -والذي رمز له الشاعر هنا بـ"التفاسير"- باطل لا أصل له. هذي التفاسير لو دققت باطلة | وجذوة الشك في جنبيك تتقد! | ويدلل على ما توصل إليه من نتائج بالأسباب التالية: نقول: "أرواحنا لله خالصة" | وأغلب الناس للزنديق قد سجدوا! | نقول: "يا ربنا ثبت عزائمنا" | لكـنْ فرائصُـنا للوغـد ترتعدُ! | ولا يخفى على القارئ هنا أن الشاعر ما زال يلح على "مصيبة" الازدواجية والانفصام بين النظرية والتطبيق التي أصيبت بها أمتنا اليوم. فهذا التراث الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا، وتلك الحضارة الرائعة التي عمروا بها الدنيا، لم تجد لها بين جوانحنا مستقرًّا ولا مكانًا، لكنها صارت بأفعالنا المنافية لمبادئها مجرد كلام تم إفراغه عن مضمونه. ويبدو أن الشاعر لم يشأ أن يجعل صلوات الملحد هذه خمسة حتى لا تتشابه من حيث العدد مع صلوات المسلمين، فزادها إلى ست صلوات، وجاء دور "الصلاة السادسة" والأخيرة والتي يوجز فيها مجمل القضية التي بسطها على مدى الصلوات السابقة، يقول: الله أكبر أعطى القلب إيمانا | واستبدل القلبُ بالكفران إيمانا | وكتب في الهامش معلقا يقول: التركيب اللغوي هنا صحيح والمعنى أننا رضينا بالكفر بعد الإيمان. انتهى تعليقه.(!!!) والواقع أن عبد الرحمن لو لم يشر في هامشه إلى ما أشار إليه لانقلب لديَّ المفهوم الذي يقصده. لقد أخطأ عبد الرحمن في تركيبه اللغوي، مع أنه يقول: "التركيب اللغوي هنا صحيح"! لأنه قال بعد ذلك: "والمعنى أننا رضينا بالكفر بعد الإيمان". في حين أن المعنى الذي ينشده لا يستقيم بهذه الصيغة، فالمعلوم أن باء الاستبدال تدخل على المتروك كما تقول المعاجم، وكما جاء في الآية القرآنية: "أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ". وكان باستطاعة الشاعر أن يقول: "واستبدل القلب بالإيمان كفرانا" ولو فعل لاستقام له المعنى الذي أراد. ويختم في هذه الصلاة بالخلاصة التي يريد إقرارها: لو كان ينفع إيماني لما هربت | جيوشنا كي يسوس الأرض أعدانا | لو أن إيماننـا بـالله مكـتمل | لما تركنا على الكرسـي خـوانا! | ويُظهر التوقيع في نهاية هذه المجموعة الشعرية (صلوات ملحد) التوقيت والمكان الذي كتبت فيه (بيروت 5-5-2003م الساعة الواحدة صباحًا) ولا يخفي أن هذا التاريخ جاء عقب سقوط بغداد بأيدي قوات الاحتلال الأنجلو أمريكية. | |
|