the small boody Admin
عدد الرسائل : 276 العمر : 31 اين تعيش؟ : In My mind With my AllaH العمل/الترفيه : طالب على ما ربنا يفرجها الحالة النفسية : كويس {طول ما أنا معاكو على المنتدى} تاريخ التسجيل : 01/09/2008
| موضوع: تاريخ المسرح المصري الخميس سبتمبر 11, 2008 1:20 am | |
| تاريخ المسرح المصري
لا شك أن المسرح المصري له تاريخ طويل من العطاء والاصالة والتي جعلت منه أعرق الفنون حيث يذكر لنا الكاتب سيد علي إسماعيل في كتابه الذي يقع في 323 صفحة تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر، معتمداً فيه على أقوال الصحف والمجلات التي صدرت في هذا الوقت، بالإضافة إلى بعض الوثائق المجهولة. ففي بداية الكتاب يتحدث عن مسرح الحملة الفرنسية وعن أقوال الرحالة وبعض الوثائق. وفي الفصل الأول الذي حمل عنوان (الأزبكية)، يتحدث عن: حديقة الأزبكية والسيرك والأبيودروم أو ملعب الخيل، والمسرح الكوميدى الفرنسى ومسرح حديقة الأزبكية. وفي الفصل الثاني (دار الأوبرا الخديوية) يتحدث عن بناء الأوبرا وأمورها الإدارية ونشاطها الفني، وعن باولينو درانيت باشا كأول مدير لها. وفي الفصل الثالث، الذي جاء بعنوان (ريادة مسرحية مجهولة لمحمد عثمان جلال)، يتحدث عن اكتشاف بداية التعريب ، واكتشاف النص المجهول المنشور في كتاب النكات وباب التياترات. كما يتحدث عن الريادة المسرحية بين صنوع وعثمان جلال، التي كانت بداية مشروع كتاب (محاكمة مسرح يعقوب صنوع).
وفي الفصل الرابع، يتحدث عن (الفرق المسرحية الكبرى)، وهي: فرقة سليم خليل النقاش، وفرقة يوسف الخياط، وفرقة سليمان القرداحى، وفرقة أحمد أبى خليل القبانى، وجوق السرور، وفرقة إسكندر فرح، وكذلك يتحدث عن عبد الرازق بك عنايت كأكبر مشجع للمسرح في هذا الوقت. وفي الفصل الخامس، يتحد عن (الفرق المسرحية المغمورة)، وهي: جوق سليمان الحداد، وجوق الكمال، والجوق الشرقى، وجوق فارس صادق، وجوق الاتحاد، وجوق إبراهيم حجازى، وجوق بولس قرداحي، والجوق الشامي، والجوق التركي، وجوق مناسة، والجوق الإيطالي، وجوق كوكلن، والجوق الفرنسى. وفي الفصل السادس، تحدث عن (الجمعيات والتمثيل المسرحي)، ومن هذه الجمعيات: جمعية التوفيق الخيري، وجمعية المساعي الخيرية، وجمعية اقتباس الآداب، والجمعية المارونية الخيرية، وجمعية الأرمن الخيري، وجمعية المعارف الأدبية، وجمعية الاتحاد الأخوي، وجمعية النجاح التوفيقي، والجمعيات الإيطالية، وجمعية الروم الكاثوليك، وجمعية روضة الآداب، وجمعية الكمال، وجمعيتا المسامرة والفتوح، وجمعية الإشراق المنير، وجمعية الترقي الأدبي، وجمعية الصدق العباسي .
وفي الفصل السابع، تحدثت عن (المسرح المدرسي)، من خلال نشاط المسرح المدرسي، ودور عبد الله النديم فيه، كذلك تناول مدارس الفرير، ومدرسة العائلة المقدسة كأكثر المدارس المصرية تمثيلاً في هذا القرن. وفي الفصل الثامن، تحدث عن (النقد المسرحي)، من خلال المقالات الصحفية النقدية المنشورة في دوريات هذا القرن عن المسرح. كما وضع الكاتب بعض النماذج من الفصول والمشاهد المسرحية المطبوعة في هذا القرن، ومنها مسرحية شارلمان، ومسرحية مدهشات القدر، ومسرحية عظة الملوك، ومسرحية مطامع النساء. وقد كتب الأستاذ أحمد حسين الطماوي مقدمة لهذا الكتاب، قال فيها: ’’أما كتابه النفيس (تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر) فإنه لا يخلو من الجديد الطريف. ذلك أن كتابة تاريخ فن من الفنون، أو تدوين تاريخ فترة من الفترات، لا يمكن أن يكون كل ما يسطر فيها جديداً غير مطروق. وتاريخ المسرح في مصر أو في العالم العربي كُتبت فيه أسفار ضخام. والسؤال الذي يطرح نفسه. هل هذه الأسفار استوعبت كل صغيرة وكبيرة عن المسرح ؟ أغلب ظني أن هناك ثغرات كثيرة لم يسدها البحث، فإذا جاء باحث وملأ هذه الثغرات فإنه يكون قد جاء بالجديد .
و يضيف أحمد حسين الطماوي " أن د. سيد على إسماعيل قد نهض بهذا العبء، وتقدم خطوات في سبيل استكمال البحث في تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر " . والمسرح المصري في النصف الأول من القرن التاسع عشر به ثغرات كثيرة لأسباب أهمها : - إن العرب لم يهتموا بالفن المسرحي كما نعرفه اليوم - وحتى إذا كانت هناك ألوان من الفن المسرحي فإنه لم يكن ينظر إليها بإجلال - وترتب على ذلك انصراف معظم المسجلين والمؤرخين والأدباء عن تسجيل هذه الظاهرة وتدوين انطباعاتهم عن المسرح . - وساعد على ذلك عدم وجود صحافة تعنى بهذا الفن يمكن الرجوع إليها. لذلك فإن الدارسين يلتمسون أخبار المسرح في تلك الفترة في صحف الحملة الفرنسية وفى كتب الرحالة الأوربيين، أما الدكتور سيد على إسماعيل فقد رجع إلى كل ذلك وأضاف إليه الوثائق الرسمية الأميرية. و يشير الطماوي إلى الجديد الذي قدمه د.سيد في تاريخ المسرح المصري . ز يبين أن تاريخ المسرح، بل تاريخ الحركة الأدبية برمتها يرجع فيه إلى مصادر أهمها : - الكتب المؤلفة - الدوريات المختلفة .
ملفات الأدباء الموظفين المحفوظة بدار المحفوظات العمومية بالقلعة - وثائق الدولة المحفوظة بدار الوثائق القومية . - الأدباء الأحياء ورواياتهم عن أنفسهم وعن غيرهم وبخاصة عن الأجيال السابقة عليهم . وقد رجع المؤلف إلى كل هذه المصادر في مظانها الأولى باستثناء البند الأخير ربما لأنه لا يوجد بيننا أحياء مسرحيين من القرن الماضي . والكتب والدوريات عادة يرجع إليها الباحثون، ولكن يتميز المؤلف هنا عن غيره بالرجوع إلى دوريات متنوعة والإلحاح عليها ليستقى منها معلومات من بينها مجلة ‘‘ وادي النيل ’’ التي انفرد بالرجوع إليها والإفادة الجمة منها. أما المصدران الآخران وهما ملفات الأدباء المحفوظة بدار المحفوظات والوثائق القومية فيكاد يكون وحده الذي رجع إليهما في مجاله وتزود منهما بمادة كان لها أثرها في إثراء بحثه وتلوينه وتجديده . ومن الصفحات المجهولة في تاريخ المسرح التي كشف عنها هذا الكتاب، فن البانتوميم وتاريخه. فقد وقف المؤلف على مادة من مجلة ‘‘ وادي النيل ’’ مفادها أن الخديوي إسماعيل أنشأ سيركاً بمنطقة الأزبكية كان يُعرض فيه هذا الفن.
والبانتوميم فن تمثيلي يعتمد على الإشارة ويكون التعبير فيه بحركات الجسد، وقد تصحب الأنغام تلك الحركات. وهنا يكشف المؤلف عن لون من ألوان المسرح في مصر ويحدد تاريخه بسنة 1869. وقد كان هذا السيرك باعثاً على إنشاء أكثر من سيرك فيما بعد في مصر، فإن المؤلف يحدثنا عن سيرك الحلو الشهير الذي تأسس عام 1889 وقدم ألعاباً وتمثيليات في تلك الأيام. وإذا كان مؤرخو المسرح قد تحدثوا عن المسرح الكوميدي الذي أنشأه الخديوي إسماعيل، حديثاً مقتضباً فإن المؤلف قد تحدث عن هذا المسرح بما يشبع، فقد نقل مادة مفيدة من ‘‘ وادي النيل ’’ ومن ‘‘ دار الوثائق القومية ’’ تظهر مختلف المراحل والظروف التي مر بها هذا المسرح ونشاطه الفني، كما تبين هذه المعلومات الثمينة مواظبة الخديوي إسماعيل على حضور هذا ‘‘ الكوميدي ’’ لمشاهدة فرق الرقص، وتصفيقه لها . وقد أفاده حرصه على الإطلاع الواسع، وتقليب صفحات الدوريات في استكشاف بداية التعريب المسرحي في مصر، فقد قيل إن محمد عثمان جلال بدأ حياته المسرحية بنشر مسرحية ‘‘ الشيخ متلوف ’’ عام 1873 وهذا هو الشائع المستقر في الأذهان والدراسات ، ولكن د. سيد أثبت أنه عرب مسرحيتين عام 1870 هما لابادوسيت ومزين شاويلة. ويجد متسعاً للقول في هذا المجال وتسعفه الدوريات بمادة مسرحية تصقل كلامه، فيورد لعثمان جلال نصاً مسرحياً مجهولاً هو ‘‘ الفخ المنصوب للطبيب المغصوب ’’ نشرته مجلة روضة المدارس المصرية عام 1871. وهذا استكشاف وتصحيح لخطأ في الوقت نفسه. وهذا الكشف أدى إلى تعديل حكم، فقد جعل المؤلف يذهب إلى أن عثمان جلال هو رائد المسرح وليس يعقوب صنوع، وقدم بعض الأدلة على ما يقول، ولكن هذه المقولة أو الحكم المعدل، مازال فى حاجة إلى براهين لامعة تسوغه، وقد وعد بأن يبسط هذا الموضوع فى بحث مستقل .
وكما سمحت الدوريات بإمداد المؤلف بمادة جديدة أخصبت بحثه، وأثمرت نتائج مهمة، فقد تفضلت الوثائق القومية التي استرشد بها في موضوعه بزاد وفير عن الأوبرا إبان نشأتها وبخاصة في شئونها الإدارية والمالية وبعض أمورها الفنية، مما كان مجهولاً. كذلك يعين المؤلف تاريخ افتتاح الأوبرا وماذا جرى عليه الافتتاح ومن حضرها من الأجانب بالأدلة والحجج والوثائق، وكل هذه الجوانب، ضلت فيها الأقلام، وتضاربت فيها الأقوال . وبعد أن يسهب فيما يتعلق بالأوبرا ونشاطها الفني منذ افتتاحها وحتى نهاية القرن التاسع عشر، يورد ترجمة مفصلة لباولينو درانيت باشا أول مدير لدار الأوبرا والتياترات المصرية. وهذه الترجمة الدقيقة استقاها المؤلف من ملف خدمته بدار المحفوظات العمومية بالقلعة. وهكذا كان اعتماد المؤلف على مواد مخطوطة مثل الملفات والوثائق ودوريات قديمة جداً أكثر من اعتماده على كتب، وهذا يوضح أنه يقدم معلومات جديدة تثير الاهتمام وتنبه الأذهان، وتصوب كثيراً من الأخطاء، وكل هذا من شأنه أن يجدد حياة الأدب . وإننا إذ كنا قد أشرنا في عجالة إلى بعض الجديد فإن المؤلف يقدم صورة بانورامية عن الحركة المسرحية في القرن التاسع عشر، وقد أحصى من أسماء المسارح وأنواعها وأسماء الفرق ما استطاع مثل مسرح حديقة الأزبكية ومسرح الفنتوش (الأراجوز) والسكاتنج رنج، وفرقة سليم خليل النقاش والخياط وإسكندر فرح وسليمان القرداحى والقبانى ..... والأجواق المختلفة، والجمعيات التي شاركت في التمثيل والمسرح المدرسي وغير ذلك .. وفى كل هذا يبين الملابسات والعوامل المهمة التي ساهمت في تشكيل هذه الفرق والمسارح والأجواء المختلفة التي مارست التمثيل فيها، وصدى التمثيل فى الجرائد والمجلات المعاصرة لها، ورواية حكايات و طرائف فيها كلمات مادحة وأقوال صارخة، والوقوف عند تقدير النقاد للمسرحيات المعروضة التي تظهر ملامح النقد المسرحي في تلك الفترة، وإلقاء أضواء بارقة على شخصيات وأجواق ومسرحيات حجبها الظل، والتعويل على وثائق صحيحة، هذا إلى جانب إثبات صور لأعلام المسرح وأغلفة بعض المجلات القديمة والمسرحيات المعروضة ونماذج من الإعلانات، ونصوص تنقل من مظانها لأول مرة، وغير ذلك مما وسع في حدود الموضوع وأكسبه حيوية وجدة وجعله أكثر طرافة. | |
|