عند ارتكاب الذنوب والآثام يلجأ الإنسان لربه داعياً بالرحمة والمغفرة والصفح ، وعلى المسلم ألا ييأس من رحمة الله الواسعة ، وأن يستغفر ويندم على الذنب ليقبل الله توبته
يقول فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق : قال الله تعالي : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) و(قال تعالي : وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين . والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون ) .
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال) : قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك . . قلت ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك ..قلت ثم أي ؟ قال : أن تزني بحليلة جارك فأنزل الله تعالي تصديق ذلك قوله تعالي : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )
وفي صحيح البخاري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : )ياأيها الناس توبوا إلي ربكم فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) .
ويشير جاد الحق كما ذكرت جريدة "الأخبار" إلى أنه علي من ارتكب ذنباً أن يرجع إلي الله بالتوبة ويكثر من الاستغفار وقراءة القرآن والصلاة والصدقات وعمل الحسنات ، فقد ورد أن هذه الأمور تمحو الخطايا حيث روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : أراد معاذ بن جبل سفرا فقال أوصني يا رسول الله ، فقال صلي الله عليه وسلم: إذا أسأت فأحسن وروي عدي بن حاتم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة رواه البخاري ومسلم . فبادر أيها المسلم بالتوبة إلي الله مما اقترفت من إثم كبير ، توبة خالصة نادما علي ما فرطت في جنب الله، ولا تتحدث بهذه المعصية وإلا كنت من المجاهرين بها وقد سترها الله عليك ، ولا يقبل الله توبة مجاهر بالذنب لأنه قدوة سيئة ، وأكثر من الصدقات والإحسان إلي الفقراء واليتامي والمساكين رغبة في مغفرة من الله ورضوان ، فإنه سبحانه وعد التائبين المتصدقين بالقبول وهو سبحانه القائل (من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما).